ومعني الاسم " سيدي قد تعظم أو ارتفع " ، وهو واحد من الرؤساء الذين عينهم سليمان ( 1 مل 4 : 6 ، 5 : 14 ) . وفي نهاية حكم داود كما في بداية حكم رحبعام ، تولى نفس الوظيفة شخص يدعي أدورام ( 2 صم 20 : 24 ، 1 مل 12 : 18 ) . ويبدو أن اسم أدورام هو اختصار للاسم " أدورنيرام " ، ولا شك في أنه نفس الشخص الذي تولي نفس الوظيفة في أثناء حكم الملوك الثلاثة . ويذكر الاسم أيضاً على أنه " هدورام " ( 2 أخ 10 : 18 ) . وقد ذكر مرة أن أدورام كان " على الجزية " ( 2 صم 20 : 24 ) ، ثم ذكر إنه كان " على التسخير " ( 1 مل 12 : 18 ) ، ويبدو أن هذا العمل الأخير هو الذي كان يشغله في أغلب الوقت ، فقد كان أدورام رئيساً لقطاع العمال المجندين اجبارياً لخدمة الحكومة . ونفهم من الكتاب ( تث 20 : 11 ) أن الشعوب الذين هزمتهم إسرائيل - ماعدا الكنعانيين - كانوا يخضعون للتسخير في الأشغال العامة ، وبعد مدة امتد هذا القانون ليشمل الكنعانيين أيضــاً ( يش 16 : 10 ، 17 : 13 ، قض 1 : 28 وما بعده ) . كما أن داود أيضاً - في إعداده لبناء الهيكل - نظم خدمة اجبارية ، وسلم هذا التنظيم لسليمان ( 1 أخ 22 : 2 و 15 إلخ ) . وفي عهد سليمان اتسعت هذه الخدمة الاجبارية ( 1 مل 5 : 13 وما بعده ، 9 : 15 وما بعده ، 2 أخ 8 : 7 ) . ولم تكن هذه الخدمة الالزامية أو التسخير قاصرة على بناء الهيكل فقط بل شملت كل مشروعات سليمان العمرانية الكثيرة . وكان بنو إسرائيل - نظرياً - أحراراً من هذا التسخير ، ولكنهم عملياً وجدوه حملاً ثقيلاً ومؤلماً لهم . وعندما ملك رحبعام اعترض الإسرائيليون على نظام السخرة ( 1 مل 12 ، 2 أخ 10 ) . وليس ثمة دليل على عجز رحبعام عن الحكم الصائب ، أقوى من ارساله الشخص المسئول عن التسخير ليتفاوض مع الشعب ، " فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة فمات " ( 1 مل 12 : 18 ) . فكان قتل أدونيرام وهروب رحبعام المزري نتيجة طبيعية لهذا التصرف الطائش